الاثنين، 7 يناير 2013

مغرب ماوراء الجبال

وانا اقرأ منشورا على الفايسبوك، للمغرب المنسي، مغرب ما وراء الجبال، تذكرت حدتا طفوليا وانا ابنة ما تحت 7 سنوات، رفقة اختي الكبرى من والدي، واختي أسماء، لا اذكر جيدا اين توجد تلك المنطقة من العالم، لكني اذكر كلام اختي الكبرى وهي تحدتنا عن اخدنا لمكان سنستمتع فيه كتيرا، تخيلته في بادئ الامر كمدينة العاب، لكني صدمت بالواقع بعدها، لقد كان عرضا لرياضة الفروسية، وسوقا اسبوعيا، لحد الان مازال ذاك الشعور الذي احسسته وقتها يلازمني كلما تذكرت هذا الامر، هو احساس بان العالم صغير جدا، وان حياة هؤلاء الناس هنا وترفيههم لا يتجاوز ذاك السوق الاسبوعي وعرضا للخيول، وحلويات تعد بالاصابع، اذكر اني كنت احب كل انواع الشوكلاطة وابحت عن اي شيء هي موجودة فيه، لكني اصبت بخيبة امل ولم اجد ذلك، في محاولة اختي الكبرى لتهدئتي، افهمتني انه لبعد المسافة ولعدم وجود تلاجات لحفظه من الذوبان لا يخاطر احد باحضاره لمتل هذا المكان.




هي ذكرى طفولية جدا، شعرت من خلالها بمشاعر كالتهميش لهاته المنطقة، كبؤسها متلا، تسائلت كم مرة عن قدرة هؤلاء الاطفال على الاستمتاع باشياء كهاته، عن سر فرحتهم باشياء اراها لاشيء، احسست وقتها اني من عالم غريب فعلا، رغم اننا لسنا بذاك الغنى الفاحش، فنحن اسرة متوسطة الحال متلها متل اغلب ساكنة المغرب.

بعد 12 سنة على هاته الذكرى، تذكرتها مجددا، لاتذكر معاناة مغرب ماوراء الجبال، ولاجيب عن كل التساؤلات التي طرحتها وانا طفلة، لاعلم ان سر فرحة هؤلاء الاطفال انذاك هو ان ذاك السوق الاسبوعي بمتابة عيد لهم، وان عرضا لرياضة الفروسية، هو بمتابة مدينة ملاهي او سرك لدينا نحن، وان توفرهم على كل تلك الانواع من الحلوى موسمي ايضا، وان قدرتهم على شرائها هو لامر يعدون له الف حساب، علمت ايضا ان تلك المنطقة التي بدت لي صغيرة جدا هي واسعة في اعينهم.
وكلما تذكرت اكثر، تحسرت على هؤلاء الاطفال من حرمو من الدراسة ومن التطبيب، ومن الشوكلاطة، من ابسط الحقوق، اكثرهم لم يزر يوما المدينة، وكيف سيفعل ولا توجد لا طريق ولا وسيلة، سوى اقدامهم والبغال.

لذا هي دعوة لكل من له القدرة ان يعين امتالهم، ان ينضم للعمل الجمعوي وينشئ قوافل لمتل هؤلاء، ويخطط لمشاريع تحملهم الى الحضارة، وتوفر لهم ولو ابسط مما نعيشه نحن. ولا تقل انك لا تستطيع لهم شيئا، فمجرد سعيك في ذلك هو شيء في حقهم.

وبعد كل هذا، لا تنسوا ان تحمدو الله على ما اتاكم من نعم، وان تبتسمو وتمتلؤا املا باننا معا قادرو على تغير اي واقع نريدهم بايماننا وبعملنا لذلك.

0 commentaires:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More