السبت، 31 ديسمبر 2016

وداعا 2016

منذ فترة أود أن أخط قليلا خلاصة هاته السنة .. لكن قلمي حقيقة عاجز تماما .. لأني في كل نهاية ما يتلبسني حزن خفيف وهدوء فظيع .. كنوع من الحنين لعمر مضى منا .. ولن يعود أبدا ..
نحن نكبر بمرور الزمن ولو الزمن في حد ذاته مجرد مجاز ما .. اختراع بشري لا غير .. لكننا نكبر حقا .. ملامحنا تتغير وأفكارنا كذلك.
هي حقا سنة مليئة بالتعب .. تعب نفسي وجسدي أيضا .. سنة يخونني فيها الحظ بامتياز ولو هذا الحظ في ذاته مجرد فرص توفر لك الوصول بأقل جهد .. لكن غياب الحظ لا يمنع من النجاح .. لذا التعب كان لزاما وأمرا محتما لأصل لما أريد ..
سنة أتخرج فيها أخيرا لأدخل عالم العمل .. والروتين الصباحي والمسائي للأشياء .. لكني لا أفتقر لخلق الجديد دائما .. سنة أمضيت نصفها الأكثر في المرض .. لكنها كانت كفيلة لتجعلني أقوى .. ولأتجاوز كل شي .. ولأخطو خطوتي الأهم في الحياة .. دون ندم .. ولأبذل جهدا مضاعفا ومضاعفا رغم كل شيء... لأجد نفسي مجددا في مفترق طرق آخر ..
لكنها أيضا أبت ان تنتهي هكذا فجأة .. دون أن تتوج جهودي .. دون أن تجعلني أبتسم .. دون أن تعزز هذا الايمان في أعماقي ان لكل جهد نتيجة.. لذا في ديسمبر الأخير كنت سعيدة.
لكن أؤمن أن السنوات الصعبة .. تتمخض دائما عن نضج فكري ومعنوي مهم في شخصيتنا .. عن حب عميق .. وعن معدن الأشخاص .. لذا شكرا 2016 وشكرا لهؤلاء جميعا من شاركوني إياها سلبا أو إيجابا .. لأني حتما تعلمت الكثير .. ولأني حتما أستطيع رؤية طريقي أخيرا.
هي سنة ملخصة لثلات سنوات قبلها .. تلاث سنوات من رؤية ضبابية للأمور .. لحياد تام عن إبداء رأيي .. لأني بكل بساطة لم أستطع أن أقرر وقتها ..
لكنني اليوم ممتنة لهذا الحياد ولو كان مضرا في بعض الأحيان .. ممتنة جدا لموقفي .. ممتنة جدا لأني لم أسلك الطرق الكثيرة المتاحة لي على مر تلات سنين واحتفظت بمساري .. ممتنة لأني أخيرا وجدت طريقي .. طريقا خاصا بي لم يسلكه أحد من قبل.
أستطيع الآن أن أرى بوضوح خطواتي .. وهذا الأمتنان الكبير يشمل بالأخص أسرتي الصغيرة .. صديقاي معا .. وهؤلاء جميعا من شاركوني طريق العطاء دائما.
لكم ..لكن .. ولك كل الحب وأكثر.

الأحد، 11 ديسمبر 2016

مولد نبوي سعيد ..

في ذكرى مولده خير البرية .. محمد صل الله عليه وسلم .. لا أستطيع أن أفكر في شيء .. سوى في الجمال البسيط الذي ينتجه هذا الإيمان العميق بالله .. في كمية السعادة حين تستجاب دعواتك .. وحين تدرك أنه هناك خالق يرى بذرة الخير فيك رغم كل ذنوبك .. وأن هذا الخوف من الآخر .. الخوف من فقدان الآخر .. الخوف من الوحدة .. الخوف من الفشل .. الخوف من الأذى .. الخوف ... يتلاشى حين تدرك بعمق إيمانك أن هناك من يحميك .. من تدعوه فيستجيب .. من يمهد لك الطريق لتصل .. من يغنيك عن أي أحد .. ومن ينير عتمة طريقك ..
هي نعمة .. او هبة أو أيا كانت .. كونها ميزة ما .. أن تكون قادرا على الإيمان هكذا .. هذا الإيمان البسيط الجميل .. الذي يجعلك أقوى .. يجعلك أحن .. يزهر قلبك به .. وترى النور به.
على مدى طريقي .. عشرون عام وتلاث سنوات .. بكل زلاتي .. بكل بعدي .. بكل حزني .. وبكل ما فيها من ألم وفرح .. لا يمكن لتلك السعادة حين تستجاب دعواتك كما طلبتها تماما ان تعادلها سعادة أخرى .. سعادة ان رغم تقصيري .. يفتح لي باب السماء حين أطرقه بالإلحاح ..
لذا .. في مولد المصطفى عليه السلام .. لا يمكنني أن أطلب شيئا آخر .. سوى أن تستمر هاته النعمة .. فهي عصاي السحرية .. الأمل الذي لا يفتر في قلبي .. والقوة التي أستمر بها في المشي بعيدا حيث أريد ..

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More