الثلاثاء، 21 أغسطس 2012

ومسكه الختام





الى ذاك الطفل الذي لم تفارق ابتسامته وجهه اكتب انا اليوم، الى ذاك الطفل الذي رغم قارورة الدواء الموصولة بيده ترافقه كظله كان طاقة هائلة .
لقد امتنعت او امتنعت الكتابة عني منذ وقت، فابت ان تصيغ بحروفها كلمات وعبر تضفي الامل، اليوم اجبرتها ان تكتب عنه ، فهو يستحق ذلك .



حسنا سأضعكم في الصورة ، هو طفل لم يتعدى 5 من عمره ورغم تساقط شعره وحاجبيه ورموش عينيه ، الا انك لا تكاد تبعد عينيك من جماله الاسر، هو جمال روح اكثر من اي شيء ، طفل مصاب بالسرطان قابع في مستشفى محيطه جدرانه ، اصدقائه يشبهونه ، اعتاذ ظله وقارورة دوائه ان لا يفارقانه ،  ساعته مجموعة انابيب وضمادات تألمه في بعض الاحياان ، فيقطب جبينه لكنه لا يبكي ، طفل في اوج طفولته ، في اوج مرحه ، يحمل ملامح طفولية تشدك اليه من ثوان، انا لم ابالغ في وصفه ربما قصرت فحسب ، فلاول مرة اصدق ان الصورة اقوى من الكلمات ، وهو اتبت لي ذلك .
هو طفل التقيته رفقة اصدقائي الائتلافيين في نشاط ممتع جدا بمستشفى محمد السادس، لن احدتكم عن النشاط مطلقا فقط سأخبركم بسر صغير، لقد اكتشفت اننا زرناهم من اجل امتاعهم فامتعونا اكثر، لم اتوقع قط انه على طول 4 ساعات بالظبط لم تفارق الابتسامة فاهي ، لم تكن ابتسامة عادية ، نابعة من القلب ، لقد زرناهم من اجل ان نمد لهم الامل في الحياة ، لكنهم وهبونا اكثر من ذلك .
اقيم النشاط تحت شعار '' معا لنستمد قوة الصبر .. ونهب روح الحياة لاطفالنا '' ، لكننا وجدنا انهم شعلة الحياة ، اكثر تحملا للالم ، اكثر ايمانا بالقدر ، اكثر حبا للمرح ، هم اطفال فحسب جسدت معاني البراءة وشقاوتها اللذيذة وابتسامتها الممتعة فيهم . لم اتوقع قط اني كنت على موعد مع اكبر طاقة امل سأكتسبها.
فهل كنتم لتكونو كذلك لو اصبتم بما اصيبو ، وهل كنتم لتصبرو بقوة صبرهم ، وهل كنتم لتهبو الامل والحياة لاناس غيركم وانتم احوج اليه من احد، ببساطة هل كنتم لتكونو مثل ذاك الطفل ؟
كان اخر نشاط في رمضان ، واخر يوم في رمضان لدولنا الشقيقة ، لقد كان مسكه الختام ، منذ شهر تقريبا قررت ان ابحت عن شعار للنشاط ، من بين ما اقترحت '' وختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون '' ، لم اكن اعرف انه كان ليكون كذلك .
هي فقط اشارة ، همسة ، اعتبروها ما اردتم ، فقط تذكرو ان الاخلاص في العمل ، وبذل العطاء ، وحب الاخر ، حين يقترن بالطفولة ، يتلون بلون اخر ، كاني رأيت من خلالهم كيف خلقنا على الفطرة ، وكيف تغيرنا لنكون ما نحن عليه .
لذا ما زلت اكرر ، الى ذاك الطفل '' مهدي '' اكتب هذا ، لاحني قبعتي له احتراما على صبره وقوته ومرحه ، متمنية ان لا تزول تلك الابتسامة , داعية الله له بالشفاء وكل اصدقائه .
من هنا اخبركم، ان نجاح نشاط ذاك اليوم ، لم يكن الا بتوفيق من الله اولا،  بتلاحم الهدف وتحمل المسؤولية  تانيا ، وما كان ليكون بذاك التنظيم لولا فكرة تحولت لتكون '' سكورفيز'' فانتجت شيئا كالذي رأيتموه، ما كان ليكون كما وصفتم لولا افكار مبدعة ، وما كان ليكون دون جيل سمى نفسه '' جيل نهضة '' وهي ايضا كانت فكرة ، فالنجاح لا يتطلب اكثر من فكرة مبدعة منظمة واشخاص يحولونها الى واقع لا اكثر ، فكونو كذلك .

2 commentaires:

لم اكد انهي حتى ادمعت عيناي. صدق المشاعر.. روعة الاسلوب.. نبل الاهداف.. رقي الرسالة... مزيد من التألق حفصة ^ـ^

يسعدني مرورك ايتها الرائعة.. ويسعدني اكثر ان رسالتي قد وصلت .. شكراا لك :) :)

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More