الاثنين، 18 يونيو 2012

نكهات حلوة من الواقع

بعد ان قررت ان اكون نهضوية الفكر


الحدت 1:

حوالي 6 صفوف يأمهم امام يصلون صلاة المغرب اعظمهم شباب او رجال في الاربعينات من العمر .. ربما هذا شيء عادي بمراكش ... ما شدني اليوم انهم يصلون في مقهى ... الاجمل ان المقهى تقع وسط مدينة مراكش بالظبط كليز ... 




التعليق :

ربما ذاك الرجل الذي سبق واخبرتكم عنه .. جالس في مقهى وسيجارته في يده ... لم يكن بعيدا جداا عن ربه كما كنت اظن ... ربما كان واحد من هؤلاء ... اذن هناك شعاع امل ... ربما ما زال حلمه يتصارع وواقعه ... ربما لم يستسلم بعد كما كنت اظن ... 

همسة :

ليس ببعيد من اليوم .. سيصبح هذا الامر عادة .. لانه تكفي فحسب ان تبدأ لتنتشر الفكرة .. لتعتقد بها .. لتعتاد عليها ... فتحية مني للشخص الذي اخد هاته البادرة على عاتقه .

الحدت 2:

صباحا على الساعة التامنة تقريبا اجوب زقاقات المدينة القديمة بحتا عن مقر دورة تدريبية .. المميز في الامر اني كلما مررت بشخص ردد " صباحك مبروك " .. لا اعرف احدا منهم .. بل انني لم ازر المدينة العتيقة منذ غادرت والدتي ذاك المكان بعد ولادتي تماما ... لم يكن شخصا واحدا او اتنين ... بل كل من مررت به .

التعليق :

يقولون ان المراكشيون اكتر الناس ادبا وضيافة .. ادركت ذلك بالظبط في ذاك اليوم .. شعرت اني انتمي لذاك المكان .. ما اجمل ان تلقي التحية على كل من صادفك يوما .. ربما هي مجرد عادة لديهم ... لكنها عادة حسنة .

همسة :

قررت ان القي التحية على بنات جنسي منذ دلك الوقت ... اردت ان احيي بداخلي مراكشيتي .

الحدت 3:

شابة لها من الجمال الكتيير .. تجلس قرب امرأة عجوز .. بعمروالدتها او جدتها .. توقف الباص وتأخد بيد جدتها تنزلها السلالم وتطمئن ان احتاجت شيئا اخر ... وتعود مجددا للباص وتجلس مكانها لينطلق بعده ... لم تكن امها .. ولا جدتها .. لا تعرفها اصلا.

التعليق:

ربما ترونه شيئا عاديا .. لكني اراه شيئا متميزا .. اهتمامها بامرأة لا تعرفها .. كان اختياريا .. وهي اختارت ان تفعل واتقنت ما تفعل .. لدرجة ان الشاهد لم يفكر قط انهما ليسا على صلة اصلا ... ربما تلك الفتاة التي تجوب الشوارع هربا من واقعها ومن جدران كليتها ... لم تنسى بعد انها تربت على مبدأ ... هناك شعاع امل يخبرني انها مازالت متشبتة بحلمها ... لم تستسلم بعد .

همسة:

فعل صغير كهذا... يحدت يوميا وباستمرار ... فقط ركز عليه لتلاحظه .. لا تحتقر صغر العمل .. فتأثيره اعظم ...

الحدت 4:

طفلان على دراجة هوائية ... الاول يسوق على الرصيف وامامه منعطف .. ان لم يفعل سيجد نفسه في الشارع في مواجهة مع الباص ... هو لم ينعطف لكن لم تكن هناك اية مواجهة ولا حادتة سير ... اذن كيف ؟ ... الطفل الجالس في الخلف استنتج ما سيحدت قبل ان يحدت ... وقفز قبل ان يصل صديقه الى الشارع واوقفه بجر الدراجة من الوراء .

التعليق :

قد ترونه شيئا عاديا ... لكني اراه غير ذلك ... الطفل الراكب في الخلف خطط عن بعد ونفد ... تخطيطه عن بعد حال دون مواجهة الخطر ... الطفل الراكب في الخلف شخص تكافلي ... لم ينقد نفسه فحسب بل فكر في صديقه ايضا ... لم يكن انانيا قط .... ربما الطفل الذي يجوب الشوارع سابقا هربا من ضجيج بيته ومشاكل والده ووالدته ... لم يكن " يدلح " فقط ... كان اكبر من ذلك ... مشاكله علمته ان لا يكون متل والديه .

همسة:

لاطفالنا قدرات خيالية .. لا تقمعوها .. لا تقتلوها .. بل فقط اشكروهم على ذلك ... كلمة ثناء فقط كفيلة بان تجعلك طفلك المتمرد بطل ... تمنيت لو لم اكن في الباص وقتها ... لاشكره على ما فعل .
واخيرا :
لكل من مر من هنا ... فقط ليوم واحد جرب ان ترى مميزات شعبك ... ولن يخيب ظنك قط ... فتصرفاتنا العفوية غالبا ما تكشف اصالة معدننا ....




9 commentaires:

أعجبني أسلوبك الراقي أختي حفصة :)
دمتِ متألقة ^^

كنتُ هنا

بعد التأسف و الحسرة و الألم الذي سببته التدوينة الأولى، تأتي هذه التدوينة لتعيد لنا الأمل و التفاؤل و الثقة ...
فعلا، فحياتنا اليومية حافلة بمثل هذه المشاهد و المواقف، تثير إنتباهنا، تترك لدينا إنطباعا إيجابيا .. لكن سرعان ما نتناساها أمام كل المشاكل و الضغوط اليومية .. ربما لأننا شعب تعود على النقد و الشكوى ..
هذه دعوة لرؤية الحياة من زاوية إيجابية، لتبني مثل هذه المواقف لأنها ستغير الكثيييير ..
لكن قدوة في تعاملنا، فطريقنا لتوعية الشعب و بعث الأمل يبتدؤ بتغيير أنفسنا أولا :)
دمت متألقة أختي حفصة ..

كما تعلمين اختي فاتي اني كتبت الاولى قبل الدورة وقررت ان لا انشرها .. لكن فكرت في ان استغلها لصالح ما قررت ان اكون عليه مستقبلا .. لمعلوماتك 3 احدات شاهدتها اليوم فقط :) :) دمت رائعة اختي العزيزة

على قدر حلمك تتحقق نهضتك
مررت من هنا

جميل جدا أن تقرأ هذه الكلمات وأنت تتصفح كتب الماضي و تحاول أن تسترجع تلك الذكريات التي مررت بها ، تلك اللحضات التي رسمها في ذاكرتك أناس متميزووووون جدا ، أحببت تدوينتك كثيرا ، وما أروع أسلوبك ـختي حفصة ، بوركت وبورك قلمك

اختي الهاام .. الرائع في الامر دائما ان ما تكتبه عن شعبك سيصل شعبك .. والاروع ان يكون من بين من يقرأ من يفعل ذلك كعادة فقط .. فيدرك عظم ما يفعل .. وتلقائيا تصبح تلك العادة لها هدف .. نشر الخير .. وكلنا نحمل نفس الهم ونفس القضية .. الا وهي الوطن ... اسعدني مرورك ايتها المبدعة

مدونتك جديدة ربما .. و إن لم يخب ظني أحد المدونين كان قد شارك رابط مدونتك .. لكن حقا لو لم أرى الأرشيف لقلت أنها التدوينة رقم 100 على الأقل .
كلما رأيت نهضوي فكر جديد ، شعرت أننا بخير و لا زال هناك أمل :)
سأتابعك :)

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More