الأربعاء، 13 فبراير 2013

نهضوي ام عادي؟ (1)

يعيش الانسان العادي حياة روتينية، كل همه ان يجد لقمة عيش، وبيتا وزوجة وسيارة، وان يشتري ما لذ وطاب وما اراد، فيتخيل بذلك انها السعادة الابدية، لكن اغلب من حققو ذلك لم يهنأ لهم بال ولم يصلو الى تلك المرحلة من السعادة التي يتوقون لها، وتحولت حياتهم الى جدول زمني سنوي لا يتغير الا بحادتة او فاجعة او فرح، فتقلب حياتهم رأسا على عقب، منهم من يستدرك نفسه ويغير حياته نحو الافضل، ومنهم من يعود الى سابق عهده وروتينه المعتاد، وهذا هو حال المواطن العادي الذي لا يرى ابعد من انفه.
لذا حين كثر هذا التفكير النمطي، صارت حياتنا تنبض وفق وتيرة واحدة، لا تطورات ولا نجاحات ولا مستقبل مزهر، وفجأة صرنا من الدول المتخلفة، بكل بساطة لاننا لم نرى أبعد من تلك البركة التي نسبح فيها محاولين العيش برخاء.


لكن ينقلب كل هذا حين نتوقف عن التفكير في انفسنا فحسب، وفي سعادتنا ورخائنا وفي حدود تلك الاسرة التي كوناها ، فنبحت ان نصير اكثر طموحا واكبر حلما، واكثر اهتماما بالاخر، فتكبر عقولنا وبعد نظرنا، ونصبح نؤمن اننا اسس التغيير، وان السعادة لا تأتي الا بوجود حلم نسعى اليه، فنضع اقصى حلم هناك في الاعلى، ونبدأ في بناء سلم للوصول اليه، ونتعلم ان السعادة تكمن في الطريق لذلك، حينها فجأة نتحول من الانسان العادي الى الانسان النهضوي، ذاك الشخص الذي يستغل كل فرصة لتحقيق ذاك الحلم الكبير الذي يجمعنا معا ويسعدنا معا، حينها فحسب تصبح حياتنا اكثر اشراقا واكتر نفعا واكتر سعادة، وحينها نتعلم ان لكل يوم في هذه الحياة لذة خاصة فنعيشه كانه اخر يوم.

لكل شخص منا الحق في اختيار الفريق الذي يريد ان ينتمي له، له الحق ان يكون عاديا او نهضويا، وله الحق ان يختار طريقة عيشه والامور المترتبة عن هذا القرار، له الحق ان يبقى وفيا للاستقرار فيتجرع تعاسته، وله الحق ان يخلع عنه توب الخوف من التغيير وينهض، ليعيش الحياة كما يريد.، وفي كلتا الحالتين لنا مصير واحد هو الموت، بفرق بسيط وكبير جدا ان الاول يعيش وهو يترقب الموت  والتاني لا يهابه ابدا.

نحن لا نخاف الموت، فهو ات ات لا محالة، نحن نخاف ما سنموت عليه، وانا اخاف ان اموت ولم اغير ولو شبرا من هذا العالم.

يتبع. 

2 commentaires:

كلمات جريئة لكاتبتها الأجرأ ..

دمت رائعة اختي حفصة .

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More