السبت، 19 أكتوبر 2013

صديقي .. والأمل


حين التقيتهما اول مرة، بريق عينهما كان متالقا على غير العادة، وانا التي ترى الجمال في بريق العيون دائما. 
لا شيء اكثر من الامل يجعل عيوننا تشع بالفرح، ومنذ ذاك العهد، التقت الارواح والاهداف، وصار لاسمهما صدى. 
قد تقول ان من يعيش بامل وينشر التفائل والسعادة في كل محطة له، لم يدرك عمق الواقع الأليم جدا، وستكون بذلك مخطئ. 
ان الامل هو اخر شيء نتشبت به في مهزلة وطن، هو المنقد الوحيد حتى لا نصير ضحايا وطن. 

تعلمت ذلك منهما، وتشبتت بالامل، احاول قدر الامكان ان ارى بوادر الخير في هذا المجتمع، نحاول ان نشجعه، ان نغرسه، ان نخبر الاجيال الاخرى اننا كنا هنا واننا لن نستسلم، وانه مهما كان واقعنا بئيسا هكذا، فنحن ما زلنا نأمل خيرا في أجيالنا. 

لذا بتنا نكتب عن الامل، نحارب اليأس في قلوب هذا الشعب، على جدار ازرق ببضع كلمات، وبتنا نجتمع في عالمنا الائتلافي المصغر، محاولين ولو بقدراتنا القليلة ان نغير ولو شيئا في هذا الوطن. 

وقتها ادركت، ان الامل كالسعادة، ينمو بالعطاء، وانك كلما وهبت الامل لاناس اعياهم اليأس، فتحولو الى كتلة ارواح متحركة تنشر الامل ايضا، كلما ازددت امل. 

مؤخرا حين رأيتها امام قمرة، مازالت الابتسامة نفسها، لكن بريق عيونها خفت، أدركت أنها رغم بؤس الوطن مازالت تحارب لكي تبتسم، ومازالت تكتب عن الامل. 
ومؤخرا هو أيضا فجر كلماته عن لا امل، لكني ادركت انه سيعود سريعا، أمتاله لا يستطيعون العيش خارج بحر الامل، وقد فعل. 

هي رفيقة الدرب، بعض مني. 
هو الاب الروحي للامل لدي. 

اخبرهما معا، انه كلما خذلني الامل لحظة، اعود لصورة بريق عيونهما المحفوظة في ذاكرتي، وادرك ما دام في الحياة من يحمل هم وطن كهؤلاء، فلا زال الخير في هاته الامة. 

لذا مهما حل بكم ايضا، انتم من يحاربون ليتشبتو بالامل، لا تستسلموا، ولا تحتقروا قدرتكم الضئيلة على التغيير، فيوما ما سوءا كنا هنا او لم نكن، سنحصد ما زرعنا. 

اني هنا اليوم لم اتي بافكار من عندي، هي افكاركم اعيد صياغتها لكم، هي ما آمنت به ايضا حين رايتكم تشرقون في الضلمة. 

لذا مهما كان العيش بهذا الوطن فظيع، مهما كانت قدراتنا محدودة على التغيير، مهما " تفقسنا "
فسنظل متشبتين بالامل، ولن نستسلم، لن نرضخ لما يريدوه منا ابدا. 

فالحمد لله الذي خلق لنا ارواح كهاته، والحمد لله الذي اعاننا على زماننا هذا، والحمد لله الذي مهما خذلنا الامل نعود اليه فيلهمنا ويحتوينا ويربت عن قلوبنا لنعود ببريق تلك العيون مجددا. 

0 commentaires:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More