الاثنين، 18 يونيو 2012

رشفات من علقم الواقع


قبل يوم من ان اقرر ان اكون نهضوية 

الجرعة الاولى من الرشفة 


طفلة تلهو بدميتها تلبسها تزينها تضربها وتتفاخر امام قريناتها بها
فتاة لم تتعدى التامنة عشر من عمرها تجوب الشوارع بلا مبالاة بعد ان رفضتها جدران كليتها
سيدة تجاوزت الاربعين من عمرها ولا زال كل همها اظهار مفاتنها واشباع غرورها بنظرات اعجاب ترمقها او تمقتها
عجوز هوايتها اصدار الاوامر وتخريب اسرة ابنها بدافع التملك او الغيرة او كلاهما او شيء اخر.
طفل  ليل نهار خارج جدران بيته كأن لا بيت له ولا ام له كل همه ان يخرج كل طاقته في اللعب لينام منهدا دون ان يسمع صراخ امه وضرب ابيه




شاب بعمر الريعان كل همه ان يغازل هاته ويجامل هاته ويعاكس اخرى لم يهتم يوما لشيء اخر غير اناقته
رجل في العقد الرابع من عمره يجلس في مقهى هربا من شيئ وسيجارته في يده يبتلعها واحدة تلو الاخرى
شيخ انهكه الزمن ومشاكل ابنائه وعصيانهم يحاول ان ينسى وهو يركز على لعبة الشطرنج امامه محاولا ان لا يخسر المزيد من ماله 

  الجرعة الاخيرة من الرشفة 


طفلة حبها لدميتها نابع من حبها لابيها الغائب تغطي عن فقدانه باهتمامها الزائد بلعبة ... ربما اكبرها الفقدان سنوات عن عمرها لكنها لم تعي ذلك بعد … تدمير لعبتها او حرمانها منها يعد جريمة بحقها … لعبة تنير خيالاتها تهبها حلما وقتل الحلم جريمة لا يعاقب عليها القانون

شابة تجوب الشوارع يغلب على ملامحها اللامبالاة لكنها في الحقيقة تائهة لم تجد يدا تنتشلها ... ارهقها التعب من واقعها من صراخ والدتها،  من كونها فاشلة، من مصيرها الذي رماها بسجن كلية تزيد من تحطيم احلام شبابها ... استسلمت للهم وهربت منه،  فالشوارع ارحم لها من جدران بيتها … من دون ان يدري احد قتلو حلمها  .. والقتل اهون من العذاب 

سيدة لم تحترم حرمة عمرها بعد ان امتلأ عقلها بسخافات الجمال .. تجلس بالساعات امام مراة  محاولة اخفاء ما خربه الزمن من انوتتها ... ربما تمقت حالها اكتر لكنها ترفض ان تستلم لانكسارها …تعود بذاكرتها للوراء بين حينة واخرى … معتزة بشبابها بطيشها وبجمالها ورفضها المتعمد لخطيب تلو اخر … بعد ان غرست فيها والدتها حب النفس واوهمتها ان جمالها يؤهلها لرجل غني يشبع ملذاتها … لتعود لواقعها المر الذي خولها ان تكون تحفة فنية يعرضها زوجها بتباهي … كسرو حلمها الطفولي بدسهم لافكار عقيمة داخلها… بكت على حالها مرارا … لكن الزمن لايسعفها ولا يعفها … ما دامت تبكي فربما هناك امل 

عجوز اصابها الخرف وربما الجنون لتفرغه على زوجة ابنها ... همها ان تتبت لنفسها انها مازالت تملك ابنها … الابن الذي ضحت بعمرها من اجل ان يشب عوده … الابن الذي كان ضحية طلاق … الابن الذي وهبته كل ذرة من روحها لتنسيه دفئ الابوة … الابن الذي تحملت من اجله ضرب الزوج … سكره دخانه الى ان اكتفت ... الان ربما بسبب جفائه تعاقب زوجته … ظنا منها انها سرقت ابنها البار ... ربما لم يكن بارا قط … ربما هربا من اعترافها بفشلها في تربية ابنها الوحيد … تلوم زوجته … او ربما تحصد ما زرعته من حقد على ابيه فيه وعلى مجتمع لم يرحمها … هي ايضا ضحية … قتلو حلم انوتتها ضربا .. فهي في الاول والاخير مطلقة في نظر مجتمع لم يرحم 


طفل اوته الشوارع وعتبات المباني اكتر من والديه … اكتسب طابع اللامبالاة وهرب من واقعه الى شارع ارحم ... ربما حز في نفسه كم مرة نداء والدة صديقه لصديقه .. وهو يرى اهتمامها به .. وهرولته لحضن ابيه العائد من العمل ... كره بيته .. تمنى لو كان من حقه تغيير والديه .. بعد ان تعب من معاناته قرر التمرد ولفته اللامبالاة … رغم طنين تكسير الاتات وصراخ والدته لفه النوم مغطيا اذنيه بيديه الصغيرتين … لم يكن لديه الحق في الحلم اصلا … فلم يحلم.

شاب انصب همه على انتى او على جسم انتى … كل همه ان يرضي رغباته المشتعلة … ان يكون عاديا غير معقد ... يصاحب هاته .. ويترك هاته .. يمتل دور العاشق … واينه من الحب اصلا … اصدقاء السوء وتهاون والده ودلال والدته … صنعو شبه رجل ... لا غيرة له لا على عرضه ولا على وطنه … لايثور الا عند جوعه وتأخر تنفيد طلباته … ربما حاله عند طفولته كان اهون من حال الطفل اعلاه… وربما لن يدرك النعمة التي فيها الا حين يفقدها … شهواته منعته من الحلم النظيف … فهو لا يملك حلما ولا هدف.

رجل مكانه المفضل مقهى وعيونه ارهقها اللف والدوران .. وهي ترمق هاته وهذا … بكتر تردده اليومي على هاته المقهى صار ادرى بها اكتر من رب عملها ... انهكه الزمن وفضل الهرب من علقم واقعه بسجارة تلو اخرى ... ربما تخفف عنه حرقة قلبه على عمره الضائع ... يهرب من شكاوي زوجته التي لا تنتهي .. من عراكات ابنائه اليومية ومصائبهم … يغيب مجبرا عن مقهاه ليدفع كفالة لابنه … او ليلحق على ابنته في المستشفى بعد حادتة سير … ربما كان له حلم يوما … لكنه تلاشى … اضاعه بين لفات زمنه.

شيخ بعمر جدي  يلعب الشطرنج امام باب مسجد ولا يسمع الاذان اصلا ... ارهقته الهموم منذ طفولته وانحرف مرات ومرات عن مساراته .. حلم لكن لم يضع هدفا .. تناسى الحلم واجبره واقعه على عيش العلقم … هرب من مواجهته حتى اخر لحظات عمره … الشطرنج بالنسبة له ملجأ من الهم … لم تستطع عيناه ان تبصر ان الملجأ امامه … لم يلاحظ يوما انه يلعب الشطرنج امام مسجد.


        مجتمع مصغر نسى ان همومه قدر من الله ... وان تجاوزها بيد الله … مجتمع نسي ان دينه الاسلام ... يتلخبط بين تقلبات الدنيا ومشاكلها … ذاق العلقم ولازال ... ربما لو توقف لحظة واعاد النظر … لجدد الحلم والهدف … ولادرك ان البعد عن الخالق هم … وان الانحاء للخلق ذل ... ما اكتبه الان هو واقع البعض منكم .. هناك امر منه .. وهناك الاحلى … وايا كان ... توقف لحظة وتذكر حلمك ... واعد تصحيح مسارك … انت وطن وسط وطن اصلح وطنك ليصلح الوطن.

7 commentaires:

افتتاحية مباركة إن شاء الله :)
لي الشرف أن أكون من أوائل المعلقين على مدونتك أختي حفصة، اللتي أتوقع لها النجاح و السمو في سماء التدوين، دمتِ مبدعة :)

كنتُ هنا
نورداكسْ :)

لا أجد تعليقا :)
أهلا و سهلا و مرحبا بك أختي حفصة في عالم التدوين ...
بداية موفقة، أظنني سأدمن على قراءة مواضيعك الشيقة :)
لنضع اليد في اليد، و نمضي بعزم و تباث و جد لتغيير الواقع المؤسف إذا، و بعث الأمل و قيادة نهضة الوطن :)
دمت متألقة أختي الرائعة ..

أين كنت حتى فاتني الافتتاح .. :) الروعة يا سيدتي . أكنت تملكين كل هذا وتخبئينه ؟؟
ما شاء الله فكرة مبدعة ان تضعي مشهدا مصغرا من زاية بسيطة ، ثم تأتي لتقلبي المنظر من زوايا اخرى للمشهد ليدرك القارئ انه للمظاهر دائما اشياء عميقة ، وان الحلول لا تأتي بمراقبة المظهر فقط ..

:) :) سررت بتواجدك هنا استاذي واخي خالد ... وطبعا منك نتعلم الابداع ... دمت بود اخي دمت متألقا دائما :) :)

ما أروعك أختي حفصة ، أحببت تفكيرك جدا ، أتعلمين أني أحسست وأنا أقرأ مقالك هذا برغبة في تغيير الواقع ، كيف لا وهذا المقال تحفيز كبير لجيل النهضة ، أطمح أن أكون منهم ، أطمح أن أكون نهضوية لاني صديقة نهضوية
دمت بود تحياتي لك و لقائدنا الهمام خالد التاقي الذي أقنعك بالالتحاق بعالم التدوين

تحية لجيل الائتلاف .. لمجتمعنا المصغر .. انت منهم اختي الهام .. انت نهضوية .. راقني جدا احساسك بتغيير الوطن .. هكذا يجب ان نكون .. العيش في الواقع المؤلم هو بحد ذاته دافع للنهضة .. للتغيير .. فقط المتفائلون من يرون ذلك .. دمت متفائلة صديقتي

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More